كتب / كبريال مراد :
ماذا يفعل حزب الطاشناق؟ سؤال يطرح عشية كل انتخابات نيابية، انطلاقاً من ان تحالفاته تعطي مؤشراً على النتائج في الدوائر التي يشارك فيها. لكن الطاشناق صامت هذه المدة، وإن كانت ماكيناته تعمل على الصعد الخدماتية والسياسية.
فالحزب الذي تأسس في العام 1890، يعتبر الممثل الأكبر للبنانيين من أصل أرمني. لكن هذا الثقل الشعبي والسياسي، لم يترجم دائماً حضوراً وازناً في المجلس النيابي. يعود ذلك الى التقسيمات الانتخابية التي ذوّبت الصوت الأرمني في أصوات غير أرمنية، على غرار ما حصل في انتخابات العام 2000 مثلاً، عندما ضمّت اللوائح الحريرية في بيروت ممثلين عن الهانشاك والرامغافار، ففرضت الأكثرية السنية يومها على الأرمن ممثليهم في البرلمان.
منذ العام 2005، تحالف الطاشناق في شكل أساسي مع التيار الوطني الحر، فانضوى في تكتل التغيير والإصلاح برئاسة العماد ميشال عون قبل العام 2018، وتكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل، بعد الانتخابات النيابية الأخيرة.
ومع اقتراب استحقاق 2022، تطرح التساؤلات عن تموضع الطاشناق، وعن امكانية انخراطه في تحالفات جديدة.
يقول الأمين العام للحزب النائب هاغوب بقرادونيان لموقع mtv إنّ “قيادة الحزب منفتحة على الجميع، وهي في صدد دراسة كل احتمالات التحالفات الانتخابية، التي تختلف بالنسبة إليها عن التحالفات السياسية. والهدف هو إيصال أكبر عدد ممكن من النواب، وهي مسألة من حق كلّ حزب وكتلة”.
لذلك، ينصرف المعنيون بالانتخابات في الحزب الى دراسة خريطة الاحتمالات، في ضوء لعبة الحواصل والأصوات التفضيلية.
أما متى سيتخذ القرار في هذا الاتجاه أو ذاك؟ فيكتفي بقرادونيان بالقول “بعد في وقت”.
صحيح أن الطاشناق كان الوحيد من بين الأحزاب الأرمنية الذي تمكن من ايصال مرشحيه الى البرلمان، لكن النتائج أثبتت ان الأحزاب غير الأرمنية باتت شريكاً مضارباً له في اللعبة الانتخابية. اذ فاز كل من النواب جان طالوزيان وبولا يعقوبيان في بيروت، وإدي دمرجيان في زحلة. بينما تمكّن الطاشناق من ايصال أمينه العام في المتن الشمالي، وهاغوب ترزيان وألكساندر ماطوسيان في بيروت الأولى. فهل سيبقي الحزب على نوابه أم هو في صدد التغيير؟
يشير بقرادونيان الى أن أي قرار لم يتخذ بعد “لا في الابقاء على النواب الحاليين ولا استبدالهم او طرح مرشحين جدداً. لكن الأكيد أن الحزب سيخوض الانتخابات في بيروت وزحلة والمتن الشمالي، ويبحث واقع المناطق الأخرى التي له فيها ناخبين”.
وعلى غرار القوى والأحزاب الأخرى، لم يهمل الطاشناق الواقع الاغترابي. حيث عمل على تشجيع تسجيل حوالى 3000 ناخب في مختلف أنحاء العالم والعمل مستمر على تحفيز الجميع على الاقتراع.
اذاً، تستمر النقاشات الداخلية في حزب الطاشناق. وحتى تصاعد الدخان الأبيض للقرار النهائي، سيكون مقرّه في برج حمود مدار اتصالات ولقاءات وزيارات. هي حركة يحبّها أهل الطاشناق، ويعرفون كيف يلعبون بموجبها بأفضل الطرق.
المصدر: موقع mtv
+ There are no comments
Add yours